إن كل إنسان فى هذه الدنيا يحلم بأن يرتبط بشريك حياته يأنس إليه ويمضى معه باقى حياته ولا ننكر أن السعادة مطلبنا جميعآ فما أن يتزوج الإنسان ويدخل القفص إلا نجده أسعد إنسان على وجه الأرض وفى ذلك الوقت نجده يعبر عن سروره بأخلاص لشريك حياته وتمر الايام والسنوات ولاأحد ينكر وجود بعض الاختلافات فى الطباع والأخلاق وقد يرزقهم الله بأولاد تزيد سعادتهم ولكن هناك منغصات قد تحدث لتدمر كيان هذه الأسرة وهى الشك بين الزوجيين ...
إن من أخطر الأمراض التى يمكنها أن تصيب حسد الحياة الزوجية والقضاء عليها هو الشك فعلآ فإن الشك يقتل السعادة الزوجية بل ويحولها الى جحيم هادمآ معه كل الروابط الجميلة والمقدسة التى بنيت عليها العلاقة الزوجية محولآ القفص الذهبى الى قفص حديدى لذلك أمرنا الله تعالى أن ننشأ حياتننا على المودة والتراحم والصدق والوضوح لما فى ذلك من حد لكل المشاكل التى يمكن أن تتطرأ على الحياة الزوجية وهكذا تمر الحياة بسلام دون أت يقع أى من الزوجيين فى براثن الشك وشىء مؤكد أن الشك من الشيطان الذى يوسوس فى عقل الإنسان لينزع منه سعادته فإذا مادخل الشك الى حياة الزوجيين خرج الحب منها مباشرة لأن الحب هو وليد الشعور بالأمان والطمأنينة وإذا فقد هذا الشعور أختفى الحب إذآ لايمكننا أن نزرع الحب فى قلوب خائفة وغير مستقرة وإذا عودنا الى جذر الشك فلا يمكننا إلا الحديث عن الغيرة ولكن الغيرة إذا بقيت بمعدلها الطبيعى فهى تكون العنصر الأساسى الذى يبقى الحب حيآ وكما يقولون أن الغيرة سبب تعايش الحب ولكن اذا أرتفعت عن معدلها الطبيعى تحولت الى الشك وأصدرت حكم الاعدام على السعادة الزوجية ورسمت نهاية لقصة سعيدة كانت قد بدأت لأن الشك والحب لايجمعهما بيت واحد فعندما يدخل الشك فى قلب الحياة الزوجية سريعآ مايهرب الحب خارجها فالحياة مع الشك لاتطاق فالمشادات الكلامية والمعارك اليومية التى لاتنتهى هى ماتجنييه الأسرة التى نشأت فيها بذور الشك ..............................
والشك بطبيعته يؤدى الى قتل المودة وأختناق االعاطفة وتدميير الرحمة والشك بطبيعنه أيضآ يكون بينه وبين الأستقرار عداوة وبينه وبين الأمن الأسرى حرب شرسه لاتنتهى ويكون بينه وبين الطلاق علاقة وثيقة وصداقة قائمة ودائمة فاحذر الشك وخاصتآ الشك المبنى على أوهام وظنون وتزييف للحقائق والشك لايقييم للحياة الأسرية بيتآ ولا مأوى فعواصف الشك عواصف شديدة فيها عذاب أليم ونار تحرق كل ماحولها من عواطف وقيم وحل هذه المشكلة يتمثل فى الآية الكريمة التى تقول (( ياأيها الذين آمنوا أجتنبوا كثيرآ من الظن إن بعض الظن إثم ))
فكل زوج وزوجة لاتجعلوا الشك يدمر حياتكم وينهار بيتكم لآن فى النهاية لا حياة لبيت ينتابه الشك أبدآ فالإنسان حريص نفسه دون أى مراقبة فمعنى أن زوجك أختارك دون البشر فأنه يحبك ويصونك ولايرى سواكى أبدآ والزوج أيضآ كون الزوجة وافقت منذ البداية الارتباط بك دون غيرك واستمرار واستكمال حياتها معك فأنها حفظ لمالك وعرضك وأولادك أيضآ فلا تسمحوا لآى شىء مهما ان كان أن يدمر هذه الحياة الزوجية السعيدة .. والله الموفق ..